باسم الله الرحمان الرحيم
الملتقى الوطني العلمي الثاني للطلبة الباحثين في علم مقارنة الأديان
عبدالصمد علمي شنتوفي
أزيد من ثلاثة وأربعون
بحثا أكاديميا، ساهم به أساتذة باحثون من خلال مداخلاتهم التي توزعت على ست جلسات
علمية بين يوميها العاشر والحادي عشر من مارس 2016 بمدينة فاس العاصمة العلمية للمغرب.
طلبة شباب باحثون من عدة جامعات مغربية، وعلى
إختلاف هوياتهم وعقائدهم، إجتمعوا بفاس العاصمة العلمية للمملكة المغربية لتبادل حصيلة
بحوثهم حول الديانات العالمية من حيث
التحديد المفاهيمي، والقضايا المتعلقة
بممارسة الثقافات الدينية، والمقارنة فيما بينها.
المواضيع التي تم عرضها جعلت
الملتقى بمثابة دليل علمي بالمغرب كبلد يتموقع وسَطِيا بين أوربا وأمريكا المسيحية
غربا، والدول الإسلامية بشمال إفريقيا وآسيا شرقا، بلد له خصوصيته العلمية في التأطير
الديني، ومستوى كبير من الانفتاح على حب معرفة الديانات الأخرى.
كانت الميزة التي طفت في بحر
العلوم الدينية للملتقى، الإنكباب الكبير على دراسة ومقارنة الديانة اليهودية أكثر من غيرها من الديانات
الأخرى، حتى تخال أن الملتقى هو لمقارنة الديانة اليهودية بالديانات الأخرى،
ولربما عن وعي مقصود أو غير مقصود، يرجع ذلك إلى التأثر الكبير بالمرجعية الربانية
المستمدة من القرآن الكريم الذي صَرَّف الله تعالى فيه أكبر الأمثلة عن اليهود وبني
إسرائيل.
وقد جاءت الجلسة العلمية الأولى تحت عنوان قضايا الاقليات الدينية، إذ ركزت جل مداخلاتها على الثقافة الدينية لليهود بالمغرب وليبيا والجزيرة العربية في عهد الرسول محمد صلوات الله عليه، بإسثتناء المداخلة التي جاءت تحت عنوان "الحقوق الدينية في الشرعية الدولية" والتي أظهرت أن سبب الإنتهاكات التي تعرفها الأقليات الدينية داخل أنظمة الدول المسيحية دون حماية من طرف منظمة الأمم المتحدة كهيئة مُستأمَنَة على حماية الحرية الدينية، رغم تنصيص المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي المتعلق بالحقوق المدنية على أن لكل شخص الحرية في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة، إنما يرجع لوجود مادة مضادة متضاربة مع أحكام المادة 18 وهي المادة 29 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 19 من العهد الدولي المتعلق بالحقوق المدنية، التي تمنح سلطة مطلقة لأنظمة الدول، بإصدار قوانين تمنع ممارسة بعض الشعائر الدينية فوق حدودها الترابية إذا رأت أنها مخالفة للنظام العام والهوية الوطنية، وهذا ما يفسر ضعف الموقف الحقوقي لمنظمة الأمم المتحدة أمام موجة القوانين التي صدرت في أوربا التي تمنع ارتداء الملابس ذات الرموز الدينية، بما فيها ارتداء حجاب المسلمات إذا كن موظفات في مؤسسات عامة داخل الدولة.
بينما ناقشت مداخلات الجلسة العلمية الثانية قضايا ومفاهيم الفكر الديني اليهودي وذلك بشكل عميق لاستجلاء الخلاف بين الفرق اليهودية، وإشكالية التسامح والتعصب في مناهج التنشئة الإجتماعية بالمدارس اليهودية على فترات زمنية متعددة تمتد منذ بداية الديانة إلى العصر الحالي، فيما اختصت الجلسة العلمية الثالثة بالفكر الديني المسيحي.
وجاءت الجلسة العلمية الرابعة لتشرح لنا بعض المفاهيم والقضايا حسب منهجية علم مقارنة الأديان، مع تحليل الظواهر الدينية وسرد تاريخي لبداية هذا العلم الذي أسس له فلاسفة وعلماء مسلمون في القرن الثالث هجري، قبل أن يأخده عنهم علماء الديانات الأخرى، وهو علم من الأهمية بمكان للدراية بالملل والنحل الأخرى كسبيل لمعرفة ضروف نشأة عقيدة معينة في حوار الأديان.
وقد جاءت الجلسة العلمية الأولى تحت عنوان قضايا الاقليات الدينية، إذ ركزت جل مداخلاتها على الثقافة الدينية لليهود بالمغرب وليبيا والجزيرة العربية في عهد الرسول محمد صلوات الله عليه، بإسثتناء المداخلة التي جاءت تحت عنوان "الحقوق الدينية في الشرعية الدولية" والتي أظهرت أن سبب الإنتهاكات التي تعرفها الأقليات الدينية داخل أنظمة الدول المسيحية دون حماية من طرف منظمة الأمم المتحدة كهيئة مُستأمَنَة على حماية الحرية الدينية، رغم تنصيص المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي المتعلق بالحقوق المدنية على أن لكل شخص الحرية في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة، إنما يرجع لوجود مادة مضادة متضاربة مع أحكام المادة 18 وهي المادة 29 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 19 من العهد الدولي المتعلق بالحقوق المدنية، التي تمنح سلطة مطلقة لأنظمة الدول، بإصدار قوانين تمنع ممارسة بعض الشعائر الدينية فوق حدودها الترابية إذا رأت أنها مخالفة للنظام العام والهوية الوطنية، وهذا ما يفسر ضعف الموقف الحقوقي لمنظمة الأمم المتحدة أمام موجة القوانين التي صدرت في أوربا التي تمنع ارتداء الملابس ذات الرموز الدينية، بما فيها ارتداء حجاب المسلمات إذا كن موظفات في مؤسسات عامة داخل الدولة.
بينما ناقشت مداخلات الجلسة العلمية الثانية قضايا ومفاهيم الفكر الديني اليهودي وذلك بشكل عميق لاستجلاء الخلاف بين الفرق اليهودية، وإشكالية التسامح والتعصب في مناهج التنشئة الإجتماعية بالمدارس اليهودية على فترات زمنية متعددة تمتد منذ بداية الديانة إلى العصر الحالي، فيما اختصت الجلسة العلمية الثالثة بالفكر الديني المسيحي.
وجاءت الجلسة العلمية الرابعة لتشرح لنا بعض المفاهيم والقضايا حسب منهجية علم مقارنة الأديان، مع تحليل الظواهر الدينية وسرد تاريخي لبداية هذا العلم الذي أسس له فلاسفة وعلماء مسلمون في القرن الثالث هجري، قبل أن يأخده عنهم علماء الديانات الأخرى، وهو علم من الأهمية بمكان للدراية بالملل والنحل الأخرى كسبيل لمعرفة ضروف نشأة عقيدة معينة في حوار الأديان.
وقد افتتحت الجلسة العلمية الخامسة خلال اليوم الموالي بمداخلات لبعض الباحثين باللغة الإنجليزية كان عنوانها؛ مفاهيم في حوار الحضارات و قضايا التعايش، أما الجلسة العلمية السادسة والأخيرة، فقد عُنوِنَت ب؛ قضايا ومقارنات بين الأديان، كان من بينها مداخل بعنوان "أثر الفكر المسيحاني في اليهود والمسلمين" للباحث (بدر الحمومي) وهو موضوع فريد في الفلسفة الدينية، حيث يبحث بمقاربة عقائدية عن كيفية تأثر بعض الطوائف الدينية بالنبوءات الأخروية، التي تعتقد بنهاية العالم ووقوع الحرب الكونية، فقد وردت نبوءات في المصادر المقدسة في كل من اليهودية والإسلام عن الحرب الأخيرة التي سيقودها المسيح ضد قوى الشر، والتي تليها فترة من السلام والعدل والرخاء، وبالتالي يعالج هذا الموضوع إشكالية هذا الفكر المسيحاني الذي جعل معتنقوه يأخذون من النبوءات تشريعا عقائديا يسعون لتحقيقه بأيديهم.
ملخص الإستنتاجات التي تأخد فكر كل من حضر هذا الملتقى، أنه لا معرفة بدينك بمعزل عن معرفتك لديانات غيرك من الأمم