توظيف الأطر العليا المعطلة، الحاصلة على دبلوم الدراسات العليا المعمقة توظيف مباشر هو للتذكير حق ثابت لهم بنص القانون. أقرت به الحكومة في وقت سابق. و أكدته المحكمة الإدارية بالرباط مؤخرا. و يبلغ عدد المعطلين الحاملين لدبلوم الماستر حوالي 20.000
*****باسم الله الرحمان الرحيم*****
المناسبة هذه المرة تخص نقل قبلات و إيحاءات جنسية للمواطنين على القنوات الإعلامية المختلفة من أجل الإستمتاع بفرجة طيبة، لكن ليس بالمجان و إنما بنفس القيمة المالية لمجموع المبلغ الذي كان سيدفع للأطر العليا المعطلة في السنة، و المناسبة أو الحدث هذه المرة هو: مهرجان السينما الدولي بمراكش. فشخصية مثل عادل الإمام دفع له 250 مليون سنتيم مقابل حضوره المهرجان.
المهرجان كلف السنة الماضية ميزانية 20 مليار (كتسلف 20مليار من البنك الدولي باش تمشي تشري بها سقاطا ) هذا دون إحتساب إكراميات الضيوف الأعزاء، و مثله مهرجان الموسيقا الروحية بفاس و موازين كذلك.
إذا تم جمع نفقات المهرجانات الثلاث سنحصل على حوالي 250 مليار سنتيم تقريبا، طبعا بدون إحتساب مهرجان كناوة. لكن دعنا فقط مع حدث هذا الأسبوع :
الأطر العليا المعطلة الحاصلة على دبلوم الماستر توظف بالسلم 11 (أي 140 ألف ريال التي تعني 140 ألف سنتيم . أي مليون قل 60 ألف ريال.) أي 7000 درهم كأجرة شهرية، (المهم حسبها بالعملة المغربية التي تريد). 20.000 معطل مضروبة في 12 شهرا تساوي 240 ألف شهر. أي ان الدولة ملزمة عند توظيف هؤلاء الأطر بدفع مبلغ 140.000 سنتيم مضروبة في 240 ألف التي تساوي 33.600.000.000 سنتيم كل سنة. (سبحان الله بانت ليكم دبا بزاف). في المقابل تقدر نفقات الدولة على مجموع كل من مهرجان موازين، مهرجان الموسيقا الروحية بفاس، و مهرجان السينما الدولي بمراكش حوالي 250.000.000.000 سنتيم كل سنة كذلك.
33.600 مطروحة (منقوصة) من 250.000 تساوي 216.400 أي أن الدولة ستوفر 216.400.000.000 (سنتيم من عند الله). لكن لماذا من عند الله وليس من عند الأطر العليا المعطلة، لأنه أولا سيقل المنكر الذي لا يرضاه الله عند إلغاء هذه المهرجانات الثلاث، و ستنفق الدولة على فقراء شعبها، و هذا كله يرضاه الله لها، تم إن مبلغ 33.600 مليون الذي ستعتمده الدولة لهذه الشريحة من المجتمع سيتسبب في زواج حوالي 10.000 شاب وشابة أي نصف عدد الأطر العليا المعطلة على الأقل، وهذا فيه تخفيض نسبة عنوسة. وسيتسبب ذلك في كراء 20.000 شقة جديدة أو شرائها تقريبا، وهذا فيه تحريك الدورة الإقتصادية لمهنة السمسرة العقارية و القطاع العقاري بصفة عامة. وسيؤدي إلى إدخال السرور على 30.000 إمرأة مغربية تقريبا (أي أم العروس و أم العريس و العروس ) و هذا فيه تقدير لمجهودات حقوق المرأة المغربية و إحتفاء حقيقي بعيد الأم. و شراء 10.000 سيارة تقريبا، وهذا فيه الزيادة في المبالغ المحصلة من الإتاوات و الضرائب و الغرامات و عقود التأمين المتعلقة بالسيارات التي ستضخ في خزينة الدولة و الوكالات الخاصة. و بعد سنة على أبعد تقدير سيكون هناك على أقل تقدير حوالي 10.000 مولود جديد أي 10.000 رأس خروف كواجب ديني لعقيقة المولود، وهذا فيه زيادة في مداخل الفلاح / الكساب المغربي الناتجة عن الزيادة في بيع الخرفان. و البلغ الذي سينفق على هذا (مشروع التوظيف) سيعود للدولة عبارة عن سيولة مالية لتحريك الإستثمار في عدة مجالات و قطاعات، و سيخفض نسبة الركود الإقتصادي لا محالة نتيجة زيادة نسبة إستهلاك الحلويات.
هذا هو المهرجان المغربي الحقيقي. هذه هي المسيرة الخضراء. هذا هو المغرب الأزرق و الأخضر و الأحمر. هذا هو أجمل بلد في العالم. هذا هو المهرجان المغربي الحقيقي.
من يفرض على الدولة تلك المهرجانات؟.
يعتقد الرأس المدبر للدولة أنه يساهم بهذه المهرجانات في إمتصاص غضب الشارع، هذا إذا كان المجتمع متخلف لا يفهم، يعتقد الرأس المدبر في الدولة ان المهرجانات تخلق ثقافة جديدة للمجتمع تبعده عن التعصب الديني و الأصولية، هذا إذا كان نظام الحكم قي المغرب غير علماني. يعتقد الرأس المدبر للدولة أن المهرجانات تعطي إنطباع لدول العالم أن المغرب منفتح ثقافيا و فنيا، هذا إذا كان المغرب مثقفوه و فنانوه مقدرون و محترمون داخل وطنهم، ومعروفون و بارزون خارجه.
المهم أن هذا المشروع الإقتصادي المقترح من طرف الأطر العليا المعطلة لا يلغي كل المهرجانات المغربية الأخرى مثل تيميثار و قناوة و الآخرون. فهو يبقي على العديد منها.
أما بخصوص الدفع المتعلق بكون نفقات هذه المهرجانات لا تمول من ميزانية الدولة، فهذا عذر أكبر من الزلة، لأن أغنى رجل في المغرب لا يمتلك هذا المبلغ. فأكيد أن من يمتلك هذا المال و هذا الحب للوطن يستطيع أن يفهم أن مكونات الدولة أو الوطن هي: 1- إقليم جغرافي 2- شعب 3- سلطة حاكمة، إذ عليه أن يكون حبه في الإنفاق على وطنه بالإنفاق على مكوناته الثلاث .
و بالنسبة لتوصيات الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي، البنك الدولي، و صندوق النقد الدولي، فمجملها تدعو المغرب لإحترام حقوق الإنسان في (جنوبه)، و محاربة الفساد في مركزه، و تجارة المخدرات و التهريب في (شماله)، و تنمية قرى الفقر و التهميش في "انفكو" و غيرها (بشرقه)، و إلغاء مأذونيات الريع من رخص الصيد و رمال البحر.. في (غربه). و تقوى الله من (فوقه)، وليس المهرجانات في (ساحاته).
المغرب تواجهه تحديات العصر، هناك حروب، هناك فتن خفية على الأبواب، هناك أزمات إقتصادية أخرى لم تظهر بعد، هناك و حدة ترابية مهددة، هناك جيل من الشباب يتربى الآن على ثقافة الأفلام المدبلجة بالدارجة المغربية لحضارة مجتمع فاسد، جيل مستقبلا بعد 10 سنوات فقط من غسيل دماغه بهذا الشكل لن نستطيع التواصل معه و لن يفهمنا و لن نفهمه. هناك الصين أرسلت أول قمر إصطناعي لها أول أمس إلى القمر كثالث دولة تحط الركاب هناك بعد أمريكا وروسيا. هناك محنة تنتظر المغرب سيكون مجبرا معها المغرب في طلب الإستنجاد، و تقديم تنازلات، و التضحية بشبابه للدفاع عن وطنهم، و لكن ماذا قدمتم لأنفسكم حتى يقدم لكم بعد طلبكم هذا .
+عبد الصمد علمي شنتوفي++elabbadimed@gmail.com +www.marocdroit.com+google
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق